الادعاء العام فى الفقه الاسلامى والانظمة القانونية المعاصرة

نوع المستند : البحوث العلمیة الأصیلة المکتوبة باللغات العربیة والإنجلیزیة والفرنسیة

المؤلف

شرطة دبى

المستخلص

فإنّ موضوع الادعاء العام في النظام الإسلامي مرتبط بأهمّ القضايا الجوهرية المتعلقة بإصلاح العمق الاجتماعي للمسلم في عقيدته وأخلاقه وسلوکه ، و في عموم نظم حياته ، وهو موضوع خطير، والبحث فيه شائق وفيه متعة ، کما قال أحد الباحثين، شائق لأنّه يمتّ بصلة إلى التاريخ الإسلامي في تلک الحقبة من عصور الإسلام الزاهرة ويدلي برحم وشيجة ترتبط بحکمة التشريع الإسلامي ، وتؤکد شرعة التعاون والتناصر بين بني الإنسان الذين ورثوا آدم خليفة الله في أرضه ليستمتع بما آتاه الله من فضله ، في المدى الذي قدر لبقاء العالم في تلک الحياة الدنيا([1]).
والسر في تشريع الحسبة في الإسلام أنّ الناس لا تتم مصالحهم إلاّ بالاجتماع والتعاون على جلب المنافع ودفع المضار ، وأنهم محتاجون دائما إلى نظام يسيرون على هديه وسلطة تحرص على تحقيق هذا النظام في حياة المجتمع ، لأن " کل بني آدم لا تتم مصلحتهم لا في الدنيا ولا في الآخرة إلاّ بالاجتماع والتعاون والتناصر ؛ فالتعاون على جلب منافعهم ، والتناصر لدفع مضارهم ؛ فإذا اجتمعوا فلابد لهم من أمور يفعلونها يجتلبون بها المصلحة وأمور يجتنبونها لما فيها من مفسدة ويکونون مطيعين للآمر بتلک المقاصد ، والناهي عن تلک المفاسد … وإذا کان لابد من طاعة آمر وناهٍ ، فمعلوم أن دخول المرء في طاعة الله ورسوله خير له ، وهو الرسول النبي الأمي المکتوب في التوراة والإنجيل ، الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنکر ، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث وذلک هو الواجب على جميع خلق الله تعالى([2]).
والادعاء العام في الاسلام مبنى على نظام الحسبة المبنية على أصل من أصول الإسلام العظيمة وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنکر الذي وصف الله به المسلمين بقوله )کُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ( ([3]).
وقد اهتمّ به سلف الأمة قولا وعملا، فحقق الله الفتح على أيديهم، ونشروا دعوة الحق في تلک البقاع الواسعة .



 

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية