تعتبر العملات الرقمية المشفرة إحدى نوازل العصر المتعلقة بالنقود، حيث بدأ العديد من الاقتصاديين بتسليط الضوء على هذه النازلة، لما لاقته من إقبال كبير لدى أصحاب الاختصاص والمتعاملين على حد سواء في العديد من الدول، كونها ابتكارا رقميا وثورة معلوماتية يتوقع منها توفير العديد من الخصائص والميزات بما يتناسب وعصر السرعة.
حيث تناولت أبحاث ودراسات عدة موضوع غسل الاموال و الإرهاب و تمويله وتأثيره على المجتمعات الدولية والإقليمية، إلا أنه مع التطور التكنولوجي الحديث والثورة المعلوماتية؛ تبدلت أطوار وآليات الإرهاب، فجنح الإرهابيون إلى استخدام الإنترنت في العمليات الإرهابية وكذا الحصول على تمويله عبر المواقع الالكترونية.
وتبرز أهمية دراسة العملات المشفرة في كونهما تطرق مجالاً خفياً في تمويل العنف وجماعاته المتعددة، وتسعى إلى تلمس مدى إمكانية توظيف الجماعات الميزات النسبية التي تتيحها العملات الافتراضية من سرية وخصوصية بالغة في التعامل النقدي بين الأفراد، مع وضع تصورات لمستقبل تلك العملات وإمكانية توظيفها من قبل حركات وجماعات العنف، ووضع التوصيات المهمة لمواجهة تلك الظاهرة والحد من آثارها السلبية.